يفرن عروس الكاف يازايرها
يسرك هواها ويعجبك منظرها
يفرن بلاد فلاحة
بلاد التين والزيتون والتفاحة
وفيها مناظر يجلبوا السوّاحة
جبال شامخة مضّبطات شجرها
تقول أم ضمّت ولدها مرتاحة
بكل عطفها وحنانها ونظرها
جبال عالية وحنونة
ترضّع شجرها في الجذب وتصونه
من كل حرّ وريح عاصف عونة
مهما عليها هب ما حيرها
وتشهد بهذا شجرة الزيتونة
ثلاثين قرن وكامشة موكرها
يفرن مليح هواها
دوم جافّ ديما في صيفها وشتاها
خسر كان من لا زارها ولا راها
ولا عرف منها ناس ولا عاشرها
ولا دار في وديانها بنباها
ولا جال جولة صيف في ظاهرها
ليا زارها بالنية
وبقلب واعي من شعوره حيّا
وبات كودجات وقيّل الرومية
وشرب من اميتهم إجيب خبرها
وهيّف على القطّار ضيف عشيّة
يشوف الطبيعة وعزّ من صوّرها
هيّف على الشرشارة
سوا في صبح ولا في عقاب نهاره
يلقى الجبل يسكب دموع غزارة
من كل حنيّة دمعته قطرها
تقول كان فاقد حد من زوّاره
ولا فرح لن دمعته حدّرها
يفرن هواها هايل
وسكانها من ليبيا الأوائل
على وطنهم لا حد فيهم حايل
في عركة الهاني كان تتصورها
هافوا شباب وشيب فوق ضوايل
نار شاعلة بيطفّوا لهيب شررها
مع خوتهم زي الغدير السايل
ضربوا العدو ضربات يتفكرها
سكانها بتباته
نفوسة وبعض صنهاجة وزناتة
اللي شيّدوا فيما مضى صبراتة
منها مشوا بعد الزمان غدرها
عليهم هجم الروم بقواته
وجملة شمال أفريقيا كسرها
قديم عهدها يفرنا
من قبل رومة وقبل قرطاجنة
منين في جبل تيريت سكنو هلنا
وفي تامديت وغارها وصبرها
منقول